علم البديع

علم البديع:

علم البديع هو العلم الذي يبحث في تحسين الكلام اللفظي أو المعنويّ، ويقسمُ إلى الفروع الآتية:

1-الجناس:

هو تركيبٌ يحتوي على كلمتين تتشابهان في اللّفظ ولكن تختلفان في المعنى، ويقسمُ إلى نوعين هما:

الجناس التّام:

هو اتّفاقُ الألفاظ معاً؛ مثل قوله تعالى: (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ)؛ فالسّاعة والسّاعة تتشابهان تماماً في اللّفظ ولكنْ تختلفان في المعنى.

-الجناس الناقص:

هو وجود نقصٍ في اتفاقِ الألفاظ معاً؛ مثل قوله تعالى: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ*وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ)؛ فكلمتا تقهر وتنهر تتشابهان في اللّفظ ولكن لا تتطابقان تماماً.

2- الطّباق:

هو التّركيب الذي يجمع بين متضادّين في المعنى، مثل: (يَتسابقُ اللّيل والنّهار). المُقابلة: هو التّركيب الذي يجمع بين أكثرِ من لفظٍ ويقابله أكثر من لفظٍ مُضادٍّ له، مثل: (اقرأ اليوم لتستفِد غداً).

خصائص علم البلاغة يتميّزُ علم البلاغة بمجموعةٍ من الخصائص، وهي:تعدُّ البلاغة طريقة تساعدُ على بناءِ نصٍ لغويّ صحيح لا يحتوي على الأخطاء. تعتبرُ من وسائل التّفكير بجماليّة الكلمات في النص الأدبي. تساعدُ على اختيار اللّفظ السّليم في المكانِ المناسب له حتّى يكتمل معنى الجُمل ويصبح صائبًا. تُساهمُ في تقديمِ الأفكار والطرق للكاتب، والتي تمكّنه من استخدام البديع في ألفاظه التي يختارها.

3- التورية وتُسَمّى "الإِيهام"

التورية: أن يَذكُرَ المتكلّم لفظاً مفرداً له معنيان، على سبيل الحقيقة، أو على سبيل الحقيقة والمجاز، أحدهما ظاهر قريبٌ يَتَبَادَرُ إلى الذهن وهو غير مراد، والآخَرُ بعيد فيه نوع خفاءٍ وهو المعنى المراد، لكن يُورَّى عنه بالمعنى القريب، لِيَسْبِقَ الذهن إليه ويَتَوهّمَهُ قبل التأمّل، وبَعْدَ التأمّل يَتَنبَّه المتلَقِّي فيُدْرَكُ المعنى الآخر المراد.

وأصل التورية في اللّغة: إرادةُ الشيء وإظهارُ غيره إيهاماً، وقد جاء في كتب السيرة النبويّة أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد غزاة أو سفراً إلى جهةٍ ورَّى بغيرها، ليعمّي الأخبار، حتَّى لا يترصَّد له الأعداء.

قال الزمخشري: لا ترى باباً في البيان أدقَّ ولا ألطف من التورية، ولا أنفع ولا أعْوَنَ على تعاطي تأويل المتشابهات في كلام الله ورسوله منها.

أقسام التورية:

تنقسم التورية إلى ثلاثة أقسام: مجرّدة ومرشحة، ومبيَّنة.

* فالتورية المجرّدة: هي التي لم يقترن بما يلائم المعنى القريب، ولا بما يلائم المعنى البعيد.

* والتورية المرشّحة: هي التي اقترنت بما يلائم المعنى القريب، سواء أكان هذا المقارن قبل اللفظ المستعمل في التورية أو بعده.

* والتورية المبيَّنة: هي التي اقترنت بما يلائم المعنى البعيد المقصود باللّفظ.

ويقول بعض العلماء ولا يحسُنُ بلاغيّاً استخدام التورية إلاَّ إذا دعا داعٍ بلاغي يقتضيه حال المتلقّي، وهذا الداعي ممّا يُقْصدُ لدى أذكياء البلغاء، كإخفاء المراد عن العامة وإشعار الخاصة من طرفٍ خفي، وكالتعبير عن المقصود بكلام يتأتَّى معه الإِنكار عند الحاجة إليه، وكاختبار ذكاء المتلقّي والتأثير في نفسه بما يُعْجِبُه من أداءٍ فنّيّ يستخدم فيه الأسلوب غير المباشر حتى الإِلغاز، إلى غير ذلك من دواعي.

فليس كلّ كلمة لها معنًى قريب ولها معنًى بعيد على وجه الحقيقة أو المجاز يحْسُنُ استخدامها، وقَصْدُ المعنى البعيد بها، على سبل التورية، دون مراعاة أو ملاحظة داعٍ بلاغي يُقْصَد لدى البلاء الفطناء.